بعد ساعات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي ها هيا الأنوار عادت للأشتعال
والغسالة التي كنت أكره سماع صوتها سابقا
ها أنا اتوق لسماعها تعود للحياة من جديد
لن أنسى طبعا في خضم المسؤوليات الملقاة على عاتقي مزرعتي السعيدة التي لم أطمئن عليها منذ أيام
لكني تركت المزرعة السعيدة جانبا وقررت أن اكتب ما يجول بخاطري عن أزمة الكهرباء في غزة
قبل أن اشرع بالكتابة قررت أن استعمل محرك البحث (جوجل ) لأذكر نفسي بأزمة الكهرباء القديمة التي بدأت بالعام 2006
لكن ازمات الكهرباء المتتالية التي مررنا فيها على مدار هذه السنوات لم تعطي المجال لجوجل أن يعي عن أي ازمة بالضبط كنت أبحث !
ولأن الأزمات في غزة عمرها قد يفوق عمر الإنسان
فأنا ما عدت أفهم
هل الازمة تمر في حياتنا حقا ؟
أم نحن من نمر بحياة الازمة ؟!
على أي حال
بدأت ازمة الكهرباء في العام 2006 حين قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء ومنذ ذلك الحين وغزة تغرق في ظلام دامس ولم نجد حتى الان قارب مناسب يوصلنا لبر الامان باستثناء بعض أجهزة التنفس او (الحلول المؤقتة) التي تلقى لنا من حين لأخروالتي بدورها لا تمنع الغرق لكن تساعدنا أن نطفو على السطح قليلا !
أكثر من 5 سنوات على بداية الأزمة وغزة تغرق بالظلام والمسؤول يناشد والمواطن يتذمر (وجدول كهربا بيروح وجدول كهربا بيجي)
على صعيد اخر هناك ازمة لا تقل أهمية عن ازمة انقطاع التيار الكهربائي وهي
(ارتفاع اسعار المحروقات وشبه انقطاعها)
فإذا لم تكن عزيزي المواطن أحد الأشخاص الذين يقضون ساعات في انتظار دورهم في محطة الوقود لتعبئة ما تيسر منه فأنت بالتأكيد رأيت هذه الطوابير
ففي ظل الأزمات المتتابعة بات من الضروري اضافة مادة جديدة في المنهاج المدرسي تعلم الطلبة كيفية التعامل مع الطابور
خصوصا وان حياة المواطن الغزي على ما يبدو أصبحت سلسلة من الطوابير !