السبت، 18 فبراير 2012

أزمة الكهربا,,الى أين ؟!!


بعد ساعات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي ها هيا الأنوار عادت للأشتعال
والغسالة التي كنت أكره سماع صوتها سابقا
ها أنا اتوق لسماعها تعود للحياة من جديد
لن أنسى طبعا في خضم المسؤوليات الملقاة على عاتقي مزرعتي السعيدة التي لم أطمئن عليها منذ أيام
لكني تركت المزرعة  السعيدة جانبا وقررت أن اكتب ما يجول بخاطري عن أزمة الكهرباء في غزة
قبل أن اشرع بالكتابة قررت أن استعمل محرك البحث (جوجل ) لأذكر نفسي بأزمة الكهرباء القديمة التي بدأت بالعام 2006
لكن ازمات الكهرباء المتتالية التي مررنا فيها على مدار هذه السنوات لم تعطي المجال لجوجل أن يعي عن أي ازمة بالضبط كنت أبحث !
ولأن الأزمات في غزة عمرها قد يفوق عمر الإنسان
فأنا  ما عدت أفهم
هل الازمة تمر في حياتنا حقا ؟
أم نحن من نمر بحياة الازمة ؟!

على أي حال
بدأت ازمة الكهرباء في العام 2006 حين قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء ومنذ ذلك الحين وغزة تغرق في ظلام دامس ولم نجد حتى الان قارب مناسب يوصلنا لبر الامان باستثناء بعض أجهزة التنفس او (الحلول المؤقتة) التي تلقى لنا من حين لأخروالتي بدورها لا تمنع الغرق لكن تساعدنا أن نطفو على السطح قليلا !
أكثر من 5 سنوات على بداية الأزمة وغزة تغرق بالظلام والمسؤول يناشد والمواطن يتذمر (وجدول كهربا بيروح وجدول كهربا بيجي)

على صعيد اخر هناك ازمة لا تقل أهمية عن ازمة انقطاع التيار الكهربائي وهي
(ارتفاع اسعار المحروقات وشبه انقطاعها)
فإذا لم تكن عزيزي المواطن أحد الأشخاص الذين يقضون ساعات في انتظار دورهم في محطة الوقود لتعبئة ما تيسر منه فأنت بالتأكيد رأيت هذه الطوابير
ففي ظل الأزمات المتتابعة بات من الضروري  اضافة مادة جديدة في المنهاج المدرسي تعلم الطلبة كيفية التعامل مع الطابور
خصوصا وان حياة المواطن الغزي على ما يبدو أصبحت سلسلة من الطوابير ! 

ابن الأمير من حقو يعيش


كنت أمشي بالمقربة من مطعم السماك الذي أعتبره أحد المعالم في غزة,استوقفني وبشدة منظر الهدم الذي حل به وبما حوله من منازل
فضولي الأنثوي انتابني ودفعني أن اتسلل لأرى المنطقة عن قرب
سألت احد المواطنين عن الأمر قال لي أن الشرطة هدمته مع ما يقارب 45 منزلا وأن اصحابها لجؤا الى احد المساجد القريبة
ساقتني قدمي الى مكان تواجدهم ,طرقت الباب فتحت لي امرأة بملامح شاحبة ونصف ابتسامة رحبت بي وقادتني الى حيث يجلسون وكان الوضع كالتالي
مجموعة نسوة يتبادلون اطراف الحديث,طفل يقضم تفاحة قدمها له أصحاب الخير على حد وصفهم واخر يرتمي في حضن امه ويديه شبه مرتجفة ومجموعة اطفال يتقاسمون طاولة صغيرة فرش عليها بعض الدفاتر المدرسية في محاولة منهم للدراسة
القيت التحية وجلست وبدأت في طرح بعض الاسئلة وجميعهم يرددون نفس الاجابات
"في تمام الساعة السادسة صباحا قدمت سيارات الشرطة مصحوبة ببعض الجرافات وامهلوهم مدة 10 دقائق لإخلاء منازلهم  وتساقطت الهروات على من رفض الانصياع وشرعوا بهدم المنازل فوق رؤوس من حاولوا التمسك فيها"
انهيت حديثي معهم وخرجت مثقلة بالأمال التي رشقتها في وجهي عيونهم منذ اللحظة الأولى لمجيئي
بعد خروجي من المسجد توجهت الى مجموعة من رجال الشرطة  كانوا يجلسون بالقرب من المكان
سألت احدهم عن السبب أجابني ان قرار الهدم من شأن سلطة الأراضي فقط وأن لا علاقة لهم بالأمر وأن الحكومة تشرع في بناء بعض المشاريع قد تكون مجموعة من الفنادق لم تضح ملامحها في ذهنه بعد
بدوري شكرته على لطف الإجابة ومضيت
فكرت بالأمر وراودتني بعض الأسئلة
لما كل هذا الهجوم على القرار؟
هل غزة اقل من امريكا وفرنسا بشيء؟
ترى ما موقف أي مسؤول لو عاتبه أحد ابناءه مأنبا عن سبب عدم وجود مكان مناسب يرفه به عن نفسه؟
كيف سيضع عينه في عيون ابناءه بعدها ؟
ضع نفسك أيها المواطن البسيط محل هذا الأب !
قالها جيفارا قديما (الطريق حالك ومظلم فإذا لم تحترق أنت ولم أحترق أنا فمن سيضيء لنا الطريق؟)
وحرق البسطاء أقل تكلفة على أي حال
فملابسهم أخف وأيدي نسائهم تخلو من الحلي
انظروا لإيجابيات الموضوع
الى متى سنبقى عبيد العاطفة ؟!