الأربعاء، 23 يناير 2013

أحمد




كنت أظنه ضرب من الجنون أن أذهب إلى البحر في برد يناير ، كان الهواء منعش رغم برودته لكن !
هل كل من بالمكان يشعرون بنفس الإحساس ؟ بالتأكيد لا ! لم أكن بحاجة للسؤال لكي أعرف الإجابة
كانت قدما الطفل أحمد الحافية تحكي الإجابة بدون الحاجة للسؤال !
اقتربت من الطفل والفضول يلفني ترى ماذا يفعل أحمد في هذا المكان وبهذا البرد ؟ وما الذي يحرقه ؟ أهي لعبة سئمها ؟ أم بعض حاجيات المدرسة التي لم يعد في حاجة لها بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول؟!
حسنا حسنا لما ادع التساؤلات تأكل رأسي سأقترب أكثر لأعرف بنفسي
اقتربت وألقيت التحية لم تبدي ملامح الطفل أي اهتمام بوجودي ، كان يبدو مشغولا، منهمكا وهو يلقي بقطعة الحديد في النار تارة ويخرجها منها تارة أخرى
ماذا تفعل ؟ سألته  ; فأجاب انه يستخرج النحاس لكي يبيعه مقابل 10 او 15 شيكل حسب الكمية المستخرجة
كان منهمكا و لم يطيل الحديث معي وإجاباته كانت مختصرة لكن بشرته السمراء كانت تخبرني بما أخفاه لسانه
وحدها شمس الصيف كانت سخية معه حين أفرغت ما بجعبتها من صبغة الميلانين على جسده النحيل
الى هنا سأنهي ما كتبت ;   لكن الحكاية لم تنتهي
مازال الصغير يجوب شوارع غزة حافيا !

الجمعة، 18 يناير 2013

بــاب الشمــس




الكبار يموتون والصغار ينسون ! هكذا قالوا
أكثر من ستين عام على النكبة ولم ينسى الصغار ، ها هم صغار الأمس يشيدون بأيديهم طريق العودة بدءا من باب الشمس
اختلفت المدن التي خرجوا منها لكن الهدف واحد ،،لفهم البرد لكن البرد لا يثني من يحمل في قلبه وطن من المضي نحو هدفه
فبعدما طفحت الخيام بأوجاع اللجوء، أصبحت الآن رمزا للعودة 
بمحاصرة الجيش  الإسرائيلي للقرية والاعتداء على كل من فيها وبعثرة الخيام  لم ينتهي الحلم بعد فإن حوصرت القرية لن تحاصر الفكرة بل  أثبتت للعالم اجمع أن النجوم التي كانت ترفض زيارة خيام اللجوء قبل  64 عام،، الآن ستسكنها !

عُـمَـر



لم يزيد عُمر عُمَر عن السنة حينما رأيته
كان بالمستشفى وقتها ، كان يتألم
لم يتعلم عمر  الكلام بعد ،، كانت تأوهاته على شكل أحرف متقطعة لا أدري كيف خرجت من فمه
مضت سنة على رؤيته ،، من وقتها لم أذكر الصغير اطلاقا
أمس فقط تذكرته ،،تذكرته حين كنت اتألم
من الألم فقدت القدرة على الصراخ حتى
تذكرته وأدركت انه كان يتألم بعمق
حينها ،، حينها فقط ; ادركت أن اللغة رفاهية ، وأن الأصل في الوجع الا يحكى!