الخميس، 8 مارس 2012

لـيلـة المـلـيار



بعد شهر تخللته الامتحانات استطعت أن انهي رواية ليلة المليار
مرت سنوات على هذه الرواية التي كتبتها غادة السمان اثناء حرب اسرائيل على لبنان لكن أحداثها مازالت متجددة
يقسم التاريخ أن يعيد نفسه مجددا وكأنه يريد أن يثبت لنا اننا اعتدنا على حفظه منذ صغرنا ولم نتوقف لحظة لنفهمه
حملتني الرواية بين سطورها الى العام 2007 الذي بدأ فيه الإنقسام يتمختر في شوارعنا بخفة بلا إذن مرور
شعرت أنني امام كاتبة تمتلك جميع مفاتيح اللغة
حاولت أن ادون في دفتري أهم ما وقع عليه بصري لكني وجدت نفسي امام رواية كل سطر فيها يلخص حكاية واقع عربي لم يهدأ يوما
(وجع الانقسام , الجوع الى الديمقراطية , سطوة المال والسلطة , وطن أصبحت  ثلوج اوربا أكثر دفئا منه , شعارات باتت مصدر رزقا لمن تغنى فيها وبؤسا لمن حاول أن يعمل فيها)
وحده التراب في النهاية يحتضن الجميع دون أن يفرق  بين شخص ينام خاوي الأمعاء وأخر ينام مثقل بالذهب.

مقتطفـات مـن روايـة ليلـة الملـيار

·        فليقتل بعضكم بعضا أيها الأخوة الأعداء,,اغطسوا الى قاع الحقد الصغير وانسوا الجرح الكبير الماضي والآتي

·        ثمة حمقى يتابعون بإسترخاء ترف ألاعيبهم في أسواق السياسة وخياناتهم التي يبررها لهم إستراتيجيا وتكتيكياً,كتبة محترفون مأجورون,دون أن يتوقفوا جميها لحظة ليرقبوا الموت المعدني القادم من الأعلى
·        ثمة امرأة مزخرفة بالذهب والمساحيق تصر على الصعود الى باص الدرجة الأولى لا السياحية,,, ألم يخبرها أحد أن درجة الموت واحدة

·        هل ألفنا الموت حتى لم يعد يثير فينا أكثر من شهية التأمل,أم صرنا نشتهيه ونطارده وندعوه لمسح عيوننا الممزقة برحمه ظلماته

·        حقائب,حقائب ... وطن مشرد في حقائب
كلنا مسرع كسارق نشل عمره من جيب القدر وهو هارب به

·        بكيت بحرقة,, وعيت أن طعم الموت ليس واحداً حقاً ومصرع الحبيب على يد العدو موت له معنى ومصرعه على يد أهل البيت موت عبثي

·        بعد عمر من الصداقة اللدودة بين النساء, يصبح لكل كلمة بريئة مدلولها الشبيه بوخر الدبابيس

·        حينما يقول الثري حماقة ما يعتبر أوريجنال ويضحكون لخفة دمه وحينما يقولها فقير يعتبر وقحا وسمجاً
·        في الغربة كما في الوطن, ننقسم نحن العرب الى أبناء الست وأبناء الجارية,والإختلاط غير مرغوب به إلا من موقع الهيمنة

·        شيء واحد لم استطع أن أتوقف عنه,,قول الحق كما أراه
الشهية الى حوار بعيداً عن أعقاب الكلاشين وأعقاب السجائر التي يزرعها في لحمك أولئك الذين طالما زرعت قضيتهم في روحك

·        الجلادين جميعا ينطقون لغة مرتزقة واحدة وصعب أن تميز بين جلادين جماعتك وجلادين الجماعة الأخرى

·        أي وطن هذا الذي يسمح بنوم البشر في سرير الوحل بالحدائق العامة, وثمة بيوت خاوية مختومة بشمع اللامبالاة والسفر المترف

·        كم هي محزنة تلك الغربة بين إنسان يعرف الأخر بكل وله وأخر يجهله ببراءة فتاكة
كم هي خطرة ومدمرة تلك الصلة الإنسانية من طرف واحد

·        مع الرفاهية يصير اللطف تقليداً متبعاً كأنه سعادة فائضة الى الخارج

·        ما أجمل المرأة حين تكون طفلة ومجهولة وليست زوجتك

·        الوطن العربي مفصل على قياس الرجال ,, لن تنجح الى اذا رضي ذكور العائلة, ولن تنال قضمة من رغيف النجاح الا إذا وافق ذكور المجتمع على ذلك

·        تستطيع أن تحب وطنك من غير أن تتحامل على الأوطان الأخرى

·        تساءل بغصة: أليس لبقية العرب أطفال؟
أيستطيع من يغسل يديه من العروبة أن يغسلها من الإنسانية أيضا؟!

·        لا جنة خارج أرض الوطن,يجب أن نصنع الجنة بأيدينا لأطفالنا كما فعلت شعوب العالم الأخرى.. هذه جنة مستعارة لا نستحقها لمجرد إننا ندفع ثمنها من نقود بقية فقراء الشعب العربي

·        غريب حقاً أمر النساء يتمسكن بك لإسباب تبدو لعينيك مبررات للفراق,ويهجرنك لأمور كنت تتوهما وقوداً إضافيا للحب

·        صرت قانعاً من أمر مخجل :النساء الجميلات لا يصلحن للنضال لأنهن يعتبرنه زينة
لم تنضج المرأة العربية بما يكفي لتمارس عملا جاداً أو نضالاً جاداً

·        كلكم ينادي بالديمقراطية شرط أن يضع المسدس في رأس خصمه لحظة الحوار

·        لقد بدأت الخطيئة يوم رضينا بالتخلي عن الديموقراطية لتكون الأولوية لضرورات التحرير,,, غاب عن بالنا أن شعب من العبيد لا يستطيع تحرير أرضه أو أرض سواه

·        متعة الساحة أن يكون لي وطن, انطلق منه وأعرف أنني سأعود إليه... أما أنا فلا أعرف إن كانت اسرائيل ستسمح لي بالعودة أم لا

·        لنعترف بأخطائنا,, لقد مارسنا تحريما مشابهاً حين تسلمنا السلطة هنا أو هناك
كأننا تبادلنا الكراسي مع حكام الأمس واحتفظنا بالمؤسسات التي تكرس القمع

·        ما أقسى عالم الرجال على إختلاف أفكارهم وأهوائهم ومشاربهم
انهم يتفقون على شيء  واحد...  "الاحتقار الضمني للمرأة"

·        الرجل لا يحب المرأة الا في أوقات فراغه وخارج فترات بناء مستقبله

·        الفصول عبودية الفقراء, أما الأثرياء فيختارون لكل يوم فصله وفقا لمزاجهم

·        لو لم تكن قلوبنا ملأى بالثغرات لما وجدوا منفذاً إلينا

·        لقد ذقت طعم الحرية لثوان فهان في فمي طعم الموت إذا حرمت منها
أعيدو إلي لحظة الحرية تلك, وخذوا ما تبقى من حياتي الفانية

·        علمني الزمان أنه غادر حقاً , لم أعد أطمئن لزمن القلب, أذكر رجالا أحببتهم بصدق لحظة قلتها لهم والآن عبثا أتذكر أسماءهم كاملة ,, أعرف رجالا أسندت رأسي الى صدورهم وتوهمتهم مرفئي الأخير وجاء يوم صار فيه الصديق عدواً وقلب الحبيب وكر دبابير